Translate

الاثنين، 7 مارس 2022

كتاب شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات- الدرس الاول الي الدرس التاسع }

 

شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات

 

الصفحة الأولى من كتاب في شرح ألفية ابن مالك وهو من كتابة أحمد الجريسي المعروف بالصغير عام 1762 م

 
شرح ألفية ابن مالك للطالب عبد الواحد أشرقي الغماري المالكي ولمصعب بنات
شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات- الدرس الأول
شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات- الدرس الثاني
شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات- الدرس الثالث
شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات- الدرس الرابع
شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات- الدرس الخامس
شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات- الدرس السادس
شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات- الدرس السابع
شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات- الدرس الثامن
شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات- الدرس التاسع
====

شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات- الدرس الأول

 
شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات
اتفقت كلمة أصحاب التراجم على أن ابن مالك رحمه الله ، سلسلة آبائه على النحو الاتي : هو محمد بن عبد الله بن مالك . يرجع أصله إلى "طيء" وهي قبيلة عربية اتخذت من الجزيرة العربية مسكنا لها جهة الشمال وكانت ممتدة ما بين "الحسكة" من "سوريا" ، إلى "نينوى". وقد انتشروا قبل الفتوحات الإسلامية وزاد ذلك بعدها فتواجدوا بكل من مصر /سوريا / العراق/والاندلس. فابن مالك يرجع أصله إلى تلك القبيلة المتجمعة فيما ذكرت قبيل الفتح. ومنها انتقل أجداده إلى الأندلس. فولد بها بمدينة "جيان" بفتح الجيم والمثناة مع التشديد. وهي مدينة من مدن الاندلس الكبرى والتي لا تزال خاضعة إداريا للأندلس. ولد بها المؤلف رحمه الله سنة "600" هجرية من أسرة كانت مشهورة بالعلم والصلاح وشب بها. حفظ القرآن الكريم في سن مبكر نظرا لما كان يتمتع به من حفظ متقن وذاكرة وقادة وقد برز في علم القراءات بروزا سلم له أهل دمشق به وبقصب السبق فيه كما سياتي.
هجرته واستقراره
لما ضاقت الأندلس بأهلها في حدود القرن السابع—مما كان من ملوك بني الأحمر—خرج منها ابن مالك قاصدا الشام مع أسرته وذلك لأمرين :
لكونها كانت قبلة لأهل العلم
ما كانت تنعم به من استقرار جزئي .
فنزل ابن مالك أول الأمر بحلب ثم إلى دمشق حيث المستقر الأخير.
شيوخه وتلامذته
من شيوخ ابن مالك رحمه الله : 1/ أبي علي الشلوبيني الاندلوسي و"540"وت"646" 2/ ابن الحاجب "570...646" 3/ ابن يعيش الحلبي الكردي "643....553".

 
من تلامذته
1/ أبناؤه الثلاثة : شمس الدين/ وتقي الدين/ وبدر الدين وهو الذي برز اسمه وارتبط بشرح الخلاصة... 2/ الامام النووي رحمه الله... 3/ بدر الدين ابن جماعة.. 4/ ابن النحاس النحوي المشهور........... بلغ ابن مالك درجة الاجتهاد في النحو يشهد بذلك اختياراته في الخلاصة لبعض أوجه التخريج في حمل وجه لم يكن معلوما أو ضعيفا فصيره مشهورا... كان رحمه الله مالكي المذهب بالاندلس ثم صار شافعيا لما استقر بدمشق... لكن : هل هو تحول ملموس مشهود به أم فقط اعتباري دليله التحول المكاني؟ لم أصل لجواب بعد. من مؤلفاته " الألفية" وبها اشتهر اسمه وذاع صيته... وهي خلاصة لكتابه الكافية .... كما قال في آخر الخلاصة... وقيل -وهو قول تنقصه الحجة—هي اختصار لكتاب سماه "المقاصد النحوية" اخذا من قوله في بداية النظم : "مقاصد النحو " بها محوية ...وهو في نظري بعيد إذ غرضه : زيادة بيان وصف لا ذكر مصادر الاخذ .... ومنها أيضا : "تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد" جمع فيه بإيجاز قواعد النحو مع الاستقصاء. و"إيجاز التصريف في علم التصريف". و"تحفة المودود في المقصور والممدود". و"لامية الأفعال". و"الاعتضاد في الفرق بين الظاء والضاد". وله في الحديث كتاب سماه : "شواهد التوضيح لمشكلات الجامع الصحيح". وهو شروح نحوية لنحو مائة حديث من صحيح البخاري.
من المصطلحات التي سيتردد ذكرها كثيرا :

 

 
" البصريون" :
يقصد بهذا المصطلخ ما اختارته المدرسة البصرية من ترجيحات نحوية من قبل المنتسبين إليها أمثال : عاصم الليثي/ع الله بن اسحاق الحضرمي ../ابو عمرو بن العلاء/ سيبويه..... وعلى هذا الاعتماد في نقل ترجيحات البصريين. ومن المصطلحات أيضا:
"الكوفيون" يقصد بهذا جمع من النحاة نسبوا للكوفة مدرسة ولهم اختيارات نحوية خالفوا فيها البصريين ، وسياتي معنا بعض منها ... ومن النحويين المنتسبين إليها :
الكسائي وهو أحد أعمدتها / الفراء / ابن السكيت ....
من أصول الاختلاف فيما بينهم ... البصريون يحكمون القياس كمعيار للشائع والناذر.. الكوفيون يحكمون العرب لذا قل الناذر عندهم وهم لا يرون القياس النحوي. البصريون : يرون أن ما لم يقل يقاس على ما قيل . الكوفيون : يرون ورود التفشي وكثرة الاستعمال وانعدام المعارض للقياس. البصريون : كل ما لا يخضع للقاعدة فهو شاذ في نفسه. الكوفيون : ما لا يخضع للقاعدة شاذ ما لم يستعمل عند العرب والا فهو شائع في نفسه.
من ذلك أيضا : التنافس العلمي المحمود والابتكار المقبول الذي يدلل عليه صاحبه. وأيضا طريقة التفكير في المدرستين. كل هذا أدى إلى ظهور مصطلحات نحوية دقيقة تمظهرت في علم النحو وعلم القراءات.
========
شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات- الدرس الثاني
شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات
المنهجية المقترحة للشرح ...

 

 
1/ مثال أو مثالين. 2/ التركيز على ما سيق المثال من أجله. 3/ ذكر الأقول مع تعليلاتها ان اقتضاها السياق فقط. 4/ ذكر البيت من النظم شاهدا للقضية . 5/ الإعراب إن أشكل البيت مع التقدير...
أغراض المقدمة عند المصنف ...

 

 
1/ عرف بنفسه إذ ذاك من مهمات الأمور ... 2/ حمد الله وأثنى عليه قصد حصول البركة لقرائه وللمنتفعين به وامتثالا للأثر الوارد في ذلك مما صح ... 3/ صلى على الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى أله الذين كمل شرفهم بصحبة الرسول عليه السلام. 4/ طلبه الإعانة من الله تعالى توفيقا وتسديدا لجمع نظم سماه الألفية" تحوي ألف بيت".. ثم وصفها بأوصاف منها : -- مقاصد النحو مجموعة بها. --- تقرب البعيد الذي صعب فهمه ليكون سهلا ميسرا . -- تعطي ثمارها لمن جد في طلبها واجتهد في حل عباراتها... --- تطلب بلسان الحال والناظم بلسان المقال أن ينظر الطالب إليها بعين الرضا لا بسخط (وهذا منه إشارة لصعب عباراتها وغموض معانيها أحيانا) من كونها تستحق الرفعة بين أخواتها موضوعا ورفعها مكانة عليا تليق بها. --- وهي أيضا زائدة أبياتا ومعاني جليلة على ألفية ابن معط التي الفت في النحو لكنها لم تستوعب ... 5/ طلبه من الله القبول برفع الدرجات في الاخرة وادخاله جنات النعيم مع البررة ولابن معطي كذلك لكونه كان سباق للتسمية والتأليف فيما قصد اليه الناظم. . هذه خلاصة للمقدمة في قوله: (قَالَ مُحَمَّد هُوَ ابنُ مَالِكِ / أَحْمَدُ رَبِّي اللَّهَ خَيْرَ مَالِكِ ) (مُصَلِّيَاً عَلَى النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى/ وَآلِهِ الْمُسْتَكْمِلِينَ الْشَّرَفَا) (وَأَسْتَعِيْنُ اللَّهَ فِي أَلْفِيَّهْ / مَقَاصِدُ الْنَّحْوِ بِهَا مَحْوِيَّهْ ) (تُقَرِّبُ الأَقْصَى بِلَفْظٍ مُوْجَزِ / وَتَبْسُطُ الْبَذْلَ بِوَعْدٍ مُنْجَزِ ) (وَتَقْتَضِي رِضَاً بِغَيْرِ سُخْط/ِ فَائِقَةً أَلْفِيَّةَ ابْنِ مُعْطِي) (وَهْوَ بِسَبْقٍ حَائِزٌ تَفْضِيْلاً / مُسْتَوْجِبٌ ثَنَائِيَ الْجَمِيْلاَ ) (وَاللَّهُ يَقْضِي بِهِبَاتٍ وَافِرَهْ / لِي وَلَهُ فِي دَرَجَاتِ الآخِرَهْ )
هنا لفتة بسيطة ان لفظ الشرفا يحتمل وجهين فإما هو من الشرف والفضل بفتح الشين وإما أنه تخفيف من شرفاء بضم الشين جمع شريف وتخفيف الهمزة كثير في كلام العرب غير أن الوجه الأول أوقع وأكثر استخداما في الضبط.
قال المصنف رحمه الله : الكلام وما يتألف منه
1/ إعراب الترجمة... تراجم الكتب ومختارات الابواب هي بين اعرابين عموما ؛: 1/ إعراب أول لفظ منها مبتدأ وما بعده خبر له ،؛إما لفظا إن ذكر/ أو تقديرا ان كان ما بقي غير صالح لأن يجعل خبرا مثل قول الناظم "الابتداء " في باب المبتدأ. فيعرب الابتداء مبتدأ وخبره محذوف تقديره هذا محل تفصيله. 2/ أن يعرب اللفظ المترجم به خبرا والمبتدأ قبله محذوف ، وقد استعمل العرب الوجهين.
إعراب الترجمة : "الكلام" موضعه عند التقدير الجر ، لأنه مضاف اليه .. حيث قالوا في تقدير المعنى " هذا باب شرح الكلام...".
لكن الناظم للاختصار حذف الخبر الذي هو "باب" ثم لفظ "شرح" وأقيم "الكلام " مقام الخبر عند حذفه. وهو مرفوع بالضمة الظاهرة ، والمبتدأ محذوف تقديره "هذا" أو يقال "هذا" خبر ، والكلام مبتدأ ، ويقدر اسم الاشارة مؤخرا ... "الكلام وما يتألف منه، هذا محل تفصيله".
"وما" .
الواو عاطفة للفظ "ما " على الكلام لفظا ومحله الرفع . وعلى "شرح " المقدرة جرا ، وهو اسم موصول لغير العاقل مبني على السكون..
"يتألف" فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة لتجرده من مؤثر يقتضي نصبه أو جزمه...
وفاعله ضمير مستتر تقديره "هو" يعود على "الكلام" لا على لفظ "ما" الذي سيق الفعل في صلته. والأصل أن يكون الضمير عائدا على "ما" لما ذكرت ، وهنا لا يصح أن يعود عليها ، لكونها مفسرة بما يتألف منه الكلام ، وتلك أجزاء للتأليف في المؤلف، ولفساد التقدير كذلك إذ يصير المعنى "الكلام وما يتألف الشيء من الكلام" وهو فاسد ...
"منه" من حرف جر مبني على السكون "ه" اسم مجرور مبتي على الضم في محل جر " وكلاهما يتعلقان ب"يتألف" والضمير مفسر لمعنى "ما" وهو رابط بين الجملة "وما".. وجملة الموصول لا محل لها من الاعراب.
والمعنى : هذا باب معقود للحديث عن تعريف الكلام ونظرائه من—اللفظ والقول—وكذا ما يتركب منه هذا الكلام من اسم وفعل .... وذكر لوازمها المختصة بها تنييزا لبعضها من بعض...
الكلام وما يتألف منه هو باب وضعه الناظم رحمه الله للتعريف بأهم المصطلحات النحوية التي يتردد ذكرها كثيرا في النظم من قبيل : الكلام/ القول/ اسم/ فعل /حرف/ فعل ماض/ مضارع/ أمر ..... مع ذكر بعض القيود المميزة لكل مصطلح على حدة ....
وهذه هي المقدمة الأولى بين يدي المقصود. "الكلام وما يتألف منه". ثم تليها الثانية ، وهي قوله : ..... "المعرب والمبني" ..... ثم الختام بالمقدمة الثالثة والأخيرة ، وهي قوله : ......." النكرة والمعرفة".... ثم الشروع في المقصود بالذات : ...... "الابتداء".
=====
شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات- الدرس الثاني
شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات
المنهجية المقترحة للشرح ...
1/ مثال أو مثالين. 2/ التركيز على ما سيق المثال من أجله. 3/ ذكر الأقول مع تعليلاتها ان اقتضاها السياق فقط. 4/ ذكر البيت من النظم شاهدا للقضية . 5/ الإعراب إن أشكل البيت مع التقدير...
أغراض المقدمة عند المصنف ...
1/ عرف بنفسه إذ ذاك من مهمات الأمور ... 2/ حمد الله وأثنى عليه قصد حصول البركة لقرائه وللمنتفعين به وامتثالا للأثر الوارد في ذلك مما صح ... 3/ صلى على الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى أله الذين كمل شرفهم بصحبة الرسول عليه السلام. 4/ طلبه الإعانة من الله تعالى توفيقا وتسديدا لجمع نظم سماه الألفية" تحوي ألف بيت".. ثم وصفها بأوصاف منها : -- مقاصد النحو مجموعة بها. --- تقرب البعيد الذي صعب فهمه ليكون سهلا ميسرا . -- تعطي ثمارها لمن جد في طلبها واجتهد في حل عباراتها... --- تطلب بلسان الحال والناظم بلسان المقال أن ينظر الطالب إليها بعين الرضا لا بسخط (وهذا منه إشارة لصعب عباراتها وغموض معانيها أحيانا) من كونها تستحق الرفعة بين أخواتها موضوعا ورفعها مكانة عليا تليق بها. --- وهي أيضا زائدة أبياتا ومعاني جليلة على ألفية ابن معط التي الفت في النحو لكنها لم تستوعب ... 5/ طلبه من الله القبول برفع الدرجات في الاخرة وادخاله جنات النعيم مع البررة ولابن معطي كذلك لكونه كان سباق للتسمية والتأليف فيما قصد اليه الناظم. . هذه خلاصة للمقدمة في قوله: (قَالَ مُحَمَّد هُوَ ابنُ مَالِكِ / أَحْمَدُ رَبِّي اللَّهَ خَيْرَ مَالِكِ ) (مُصَلِّيَاً عَلَى النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى/ وَآلِهِ الْمُسْتَكْمِلِينَ الْشَّرَفَا) (وَأَسْتَعِيْنُ اللَّهَ فِي أَلْفِيَّهْ / مَقَاصِدُ الْنَّحْوِ بِهَا مَحْوِيَّهْ ) (تُقَرِّبُ الأَقْصَى بِلَفْظٍ مُوْجَزِ / وَتَبْسُطُ الْبَذْلَ بِوَعْدٍ مُنْجَزِ ) (وَتَقْتَضِي رِضَاً بِغَيْرِ سُخْط/ِ فَائِقَةً أَلْفِيَّةَ ابْنِ مُعْطِي) (وَهْوَ بِسَبْقٍ حَائِزٌ تَفْضِيْلاً / مُسْتَوْجِبٌ ثَنَائِيَ الْجَمِيْلاَ ) (وَاللَّهُ يَقْضِي بِهِبَاتٍ وَافِرَهْ / لِي وَلَهُ فِي دَرَجَاتِ الآخِرَهْ )
هنا لفتة بسيطة ان لفظ الشرفا يحتمل وجهين فإما هو من الشرف والفضل بفتح الشين وإما أنه تخفيف من شرفاء بضم الشين جمع شريف وتخفيف الهمزة كثير في كلام العرب غير أن الوجه الأول أوقع وأكثر استخداما في الضبط.
قال المصنف رحمه الله : الكلام وما يتألف منه
1/ إعراب الترجمة... تراجم الكتب ومختارات الابواب هي بين اعرابين عموما ؛: 1/ إعراب أول لفظ منها مبتدأ وما بعده خبر له ،؛إما لفظا إن ذكر/ أو تقديرا ان كان ما بقي غير صالح لأن يجعل خبرا مثل قول الناظم "الابتداء " في باب المبتدأ. فيعرب الابتداء مبتدأ وخبره محذوف تقديره هذا محل تفصيله. 2/ أن يعرب اللفظ المترجم به خبرا والمبتدأ قبله محذوف ، وقد استعمل العرب الوجهين.
إعراب الترجمة : "الكلام" موضعه عند التقدير الجر ، لأنه مضاف اليه .. حيث قالوا في تقدير المعنى " هذا باب شرح الكلام...".
لكن الناظم للاختصار حذف الخبر الذي هو "باب" ثم لفظ "شرح" وأقيم "الكلام " مقام الخبر عند حذفه. وهو مرفوع بالضمة الظاهرة ، والمبتدأ محذوف تقديره "هذا" أو يقال "هذا" خبر ، والكلام مبتدأ ، ويقدر اسم الاشارة مؤخرا ... "الكلام وما يتألف منه، هذا محل تفصيله".
"وما" .
الواو عاطفة للفظ "ما " على الكلام لفظا ومحله الرفع . وعلى "شرح " المقدرة جرا ، وهو اسم موصول لغير العاقل مبني على السكون..
"يتألف" فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة لتجرده من مؤثر يقتضي نصبه أو جزمه...
وفاعله ضمير مستتر تقديره "هو" يعود على "الكلام" لا على لفظ "ما" الذي سيق الفعل في صلته. والأصل أن يكون الضمير عائدا على "ما" لما ذكرت ، وهنا لا يصح أن يعود عليها ، لكونها مفسرة بما يتألف منه الكلام ، وتلك أجزاء للتأليف في المؤلف، ولفساد التقدير كذلك إذ يصير المعنى "الكلام وما يتألف الشيء من الكلام" وهو فاسد ...
"منه" من حرف جر مبني على السكون "ه" اسم مجرور مبتي على الضم في محل جر " وكلاهما يتعلقان ب"يتألف" والضمير مفسر لمعنى "ما" وهو رابط بين الجملة "وما".. وجملة الموصول لا محل لها من الاعراب.
والمعنى : هذا باب معقود للحديث عن تعريف الكلام ونظرائه من—اللفظ والقول—وكذا ما يتركب منه هذا الكلام من اسم وفعل .... وذكر لوازمها المختصة بها تنييزا لبعضها من بعض...
الكلام وما يتألف منه هو باب وضعه الناظم رحمه الله للتعريف بأهم المصطلحات النحوية التي يتردد ذكرها كثيرا في النظم من قبيل : الكلام/ القول/ اسم/ فعل /حرف/ فعل ماض/ مضارع/ أمر ..... مع ذكر بعض القيود المميزة لكل مصطلح على حدة ....
وهذه هي المقدمة الأولى بين يدي المقصود. "الكلام وما يتألف منه". ثم تليها الثانية ، وهي قوله : ..... "المعرب والمبني" ..... ثم الختام بالمقدمة الثالثة والأخيرة ، وهي قوله : ......." النكرة والمعرفة".... ثم الشروع في المقصود بالذات : ...... "الابتداء".
======
شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات- الدرس الثالث
شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات
لفظ الكلام يطلق باعتبارات :
تارة يقصد به كل ملفوظ به أفاد أم لا ، وهذا عند اللغويين.
وتارة يقصد به الكلام القائم بالنفس فهو وصف ، وهذا معترك الكلاميين وأهل العقيدة....
وتارة يطلق ويقصد به الملفوظ به إذا اجتمعت في قيود :
اللفظية والإفادة والتركيب ... .... وهذا عند النحويين وهو المقصود من كلام الناظم رحمه الله حيث أضاف : "كلام" ل"نا" الذي يقال فيه نون الجماعة أو الواحد المعظم نفسه . فعلم أنه بصدد الحديث عن مفهوم الكلام ومصدوقه عند من ينتمي المصنف لزمرتهم وهم "النحويون". فخرج مفهوم "الكلام " في غير تصور النحويين لكونه غير مراد. قال :" كلامنا لفظ مفيد كاستقم ..." أي الكلام عندنا جماعة المتخصصين في النحو، ما يلي : أولا أن يكون "لفظا" أي ملفوظا به ، من إطلاق المصدر ، وإرادة اسم المفعول، إذ المصادر ، معانيها كلية مجردة... فخرج به غير اللفظ : " كحديث النفس" فإنه لا يسمى كلاما عند النحويين وإن وصف بالكلام شرعا... " والاشارات" المفهمة الموضوعة في الطريق أو من شخص. وكل ما جعل للافادة والحال أنه غير ملفوظ به فلا يسمى كلاما بل لابد من قيد اللفظية...
وذكر رحمه الله: "لفظ" بدل "صوت" لأن الأخير أعم من الأول وإن كان يشمله ولأنه جنس بعيد استغنى عن ذكره بالقريب وهو " لفظ" وهذا مما يحمد في التعاريف... ثم إن هذا الملفوظ به إما أن : يفيد فائدة ، يحسن الاستماع إليها لخلو الذهن منها مثل : " البرد قارس في وزان" أو فائدة ليست كذلك ، مثل : "اليوم يوم الأربعاء" لعالم به.
فمن النحويين من اعتبر المعنى الثاني ، أعني سواء أفاد فائدة تأسيسية أو تأكيدية..فهو "كلام " ما دام لفظا مركبا.... وهذا اختيار ضعيف. واختار الجمهور الأول ، أي لابد أن يفيد معنى جديدا يحسن الاستماع اليه ويحدث معرفة لا علم للسامع بها، ... وإذن "ملفوظ به، مفيد فائدة تأسيسية". واختلف الشراح في القيد الثالث الذي هو "التركيب" هل : استغنى الناظم عنه بذكر "المفيد"؟ إذ لا إفادة بدون تركيب . أم أن قوله "استقم" منزل منزلة "مركب". فمن قال بالأول جعل ك" استقم" مثالا بعد تمام الحد. ومن قال بالثاني جعل المثال تتميما للحد والتعريف. قال الناظم في كل هذا : "كَلاَمُنَا لَفْظٌ مُفِيْدٌ كَاسْتَقِمْ" وإعرابه واضح، والتقدير: " كلامنا جماعة النحويين ملفوظ به مركب مفيد مثل استقم " في كونها جمعت الشروط المطلوبة.
====
شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات- الدرس الرابع
شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات
"الكلِم" كما أسلفنا ، يطلق على كل ما زاد عل ثلاث كلمات ، فلو قلت مثلا :
" أنا لم أكن...". فهو كلِم ،لكونه اشتمل على ثلاث كلمات :
هي : " أنا" لم" أكن". لأن اسم الجنس "كالكلِم" صادق بالثلاثة فما فوق لا أقل ، وهذا النوع مما يفرق فيه بين جمعه ومفرده إما بالتاء، مثل : "شجر/ وشجرة. وإما بالياء مثل: "إنس" /"إنسي". إذا علمت ما تقدم ؛ فافهم أن كل مفردات "الكلم" يقال في واحدها "كَلِمَةٌ"ف"أنا" و"لم" و"أكن" كل واحدة يقال لها "كلِمَةٌ". "والكلمة" في اصطلاح النحويين: كل لفظ دال على معنى. وهذا معنى قوله : (...............................ٌ الْكَلِمْ وَاحِدُهُ كَلِمَةٌ ......) . ثم اعلم أن المصنف رحمه الله بدأ بتعريف "الكَلاَم" ، ومدلوله أخص. ثم ثنى ب"الكلِم"، ومدلوله أعم من "الكَلام" ، لكنه أقل من "القَول" ؛ إذ هذا الأخير عام ، يطلق على "الكلام" و"الكلِم". فلو قلت مثلا : " سيارة". فهي : "قول" فقط . وليست "كلِم"/ ولا/ "كلام". وقس على هذا ما أشبهه. فيكون "القول". أعم منهما معا، إذ يطلق كما أسلفت علىالمركب، وعلى غيره، وعلى دون الثلاثة. فكل "قول"؛ "كلام" و"كلمة" و"كلِم"، وليس العكس. وإلى هذا أشار الناظم بقوله : (........ وَالْقَوْلُ عَمْ/ .........) ثم اعلم أن أهل الحجاز يقولون في تخاطبهم : "كَلِمَة". والتميميون يقولون : " كِلْمة"، ويقصدون بها: "الكلام المركب المفيد.." كقصد الحجازيين. إلأ أن هذا الإطلاق، ليس هو المشهور ، فلذا قيل: إطلاق "الكِلمة" بدل "الكَلمة" ، لتكون وصفا "للكلام" ؛ هو مدلول لغوي لا اصطلاحي. وهذه علة استعمال المصنف لحرف "قد"، إذ هي دالة على التقليل، لقلة من نطق بذلك. والمعنى: "ورد اطلاق لفظ"كِلمة" مكان "كَلِمة" على "الكلام". وهو اصطلاح قليل. وقد استعمل القران "كَلمة" بدل "كِلمة". قال تعالى : "كلا إنها كلمة..." و".... كلمة طيبة". فلم يقل تعالى : كِلْمَةٌ". وهذا معنى قوله :ْ (...وَكِلْمَةٌ بِهَا كَلاَمٌ قَدْ يُؤَمْ) والتقدير : وكِلمة، قد يُؤَم ويقصد بها الكلام؛ وذلك لغة لا اصطلاحا. ثم اعلم أن المصنف رحمه الله لما جرى في قوله السابق : " واسم وفعل ثم حرف..." أراد أن يبين لك ما تستطيع أن تميز به كل واحد من المصطلحات عن آخر، تبعا لاختلافها في اللفظ. وبدأ من ذلك بالاسم ترتيبا له في السبق. فأخبر رحمه الله تعالى قائلا : "بِالْجَرِّ". وهو متعلق بقوله " حصل" في آخر النظم. والجر عبارة عن الحركة التي توضع تحت حرف الاعراب؛ إما : حقيقة، نحو : " أنام في المقصورةِ" أو حكما. والحكم نوعان : / حكم تقديري ك " إلى موسى". /وحكم اعتباري ك"إلى أحمدَ". والجر نوعان : /جر بالحرف مثل : " أخرج منهاإلى الصلاةِ" /أو بالاسم مثل : " يد السلطةِ قوية". ف(الصلاةِ) جُرت "بإلى". و(السلطةِ)، "بيد" وثمة أقسام أخرى. وهذا التقسيم هو سبب في تعبير الناظم ب(الجر) وليس ب(حرف الجر) أو الاسم. وعبر ب(الجر) ولم يعبر ب(الخفض)! تبعا لتعبير البصريين. والخفض إنما هو تعبير الكوفيين. وهل ينبني على اللفظين اختلاف معنى أم لا؟ ذاك ليس غرضنا. خلاصة الكلام : إذا أردت أن تميز (الاسم) عن أخويه ، فاعلم أن (الجر) من خصائصه وحده ، ولا يشاركه فيه غيره من أخويه . ثم قال رحمه الله : (...... وَالتَّنوين..........) التنوين في اصطلاحهم : عبارة عن نون ساكنة زائدة تلحق آخر الاسم لفظا فقط، لغرض ما.". فأنت عندما تقرأ مثلا : " أليماً" . متصلة بما بعدها، تجد عند نهاية قراءتك لها ، صوتا يخرج من الخيشوم، كأنه نون . وهو في اللفظ ليس كذلك، بل جعلوا بدله الحركة الثانية . فالأولى : حركة إعراب. والثانية : هي محل الكلام عندهم.وهي التنوين. ثم اعلم أن تلك الحركة التي سماها النحويون تنوينا ، إنما يؤتى بها لأغراض ، منها : الدلالة على أن هذا الاسم متمكن ، أي هو مصروف لا زال على أصالته ، غير شبيه بالفعل فيمنع ولا بغيره فيخرج عن أصالته. ، مثل : "رجالٌ". فإذا قيل لهم ، لم قلتم : رجالٌ بالتنوين ، قالوا ليدل على أن اللفظ بقي على أصالته في الاستعمال الاسمي .. أو يؤتى به لأجل التفرقة بين معنيين، دلت عليهما كلمة واحدة. فبتنوينها من عدمه، ميزوا بين المعنيين . وهو الذي يسمونه : "تنوين التنكير" . مثل قولك "صهٍّ" للسكوت مطلقا. و"صَهِ" لتغيير الموضوع فقط . وقالوا في تعريفه : "هو اللاحق لبعض الاسماء المبنية فرقا بين معرفتها ونكرتها ". تنوين العوض، وهو : " الذي يؤتى به ليدل على محذوف ما، إما مضاف اليه/ او جملة...."،فمن دلالته على حذف الجملة ، قولهم " حينئذٍ" "وعندئذٍ".... وغالبا ما يكون هذا في "إذ" التعليلية التي تركب مع حين أو عند... مثل "حينئذ/وعندئذ/ ووقتئذ.../ فالتنوين هنا : علامة على حذف بعض الجملة من التركيب، وبيان ذلك ، قوله تعالى:( وأنتم حينئذ تنظرون). أصل الجملة : (وأنتم حين إذ "بلغت الروح الحلقوم" تنظرون) وهو أنواع. أو يكون من أجل التقابل بين جمع وآخر، كما في "مسلماتٍ" قالوا إن التنوين هنا، أوتي به مقابل النون في قولنا "مسلمون". خلاصة القول : من علامات معرفة الاسم وجود التنوين في آخره.
=======
شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات- الدرس الخامس
الفعل وعلامات معرفته.
الفعل لغة : هو ما دل على حدث. واصطلاحا : كلمة دلت على معنى في نفسها، واقترنت بأحد الأزمنة الثلاثة. ماض/ حاضر/ مستقبل. والاسم عكس هذا ، إذ هو: " لفظ دل على معنى في نفسه ولم يقترن بأحد الازمنة الثلاثة من حيث الدلالة". فمن علامات الفعل ما يلي :
".....بتا فعلتَُِ...".
وهي تاء الفاعل الموجودة في آخر اللفظ ، سواء ضمت أو فتحت أو كسرت، فهي صالحة لأن تكون علامة خاصة بالفعل. مثل : " سافرتُ كما سافرتَ". " ولم سافرتِ ياسلوى؟". فالتاء في الجميع علامة على فعلية ما دخلت عليه. لكونها ----سواء كانت تاء الفاعل للمتكلم أوالمخاطب أو المؤنثة—لا تدخل الا على الأفعال. ولذلك علق المصنف الحكم على وجود تاء الفاعل في آخر الكلمة، سواء فتحت أو ضمت أو كسرت. العلامة الثانية التي تخُص الفعل : ما كان مثل تاء "أتت". في كونها تاء للتأنيث الساكنة. مثل : ضربتْ/ وطلعتْ.... وقد تفتح أو تكسر لعارض مثل : "قالتِ الوكالة" .... أما هاء التأنيث فليست علامة على الفعل، مثل " فاطمة". إذ هي خاصة بالأسماء.. وقد تلحق تاء التأنيث الساكنة بعض الحروف مثل : رُبتْ وثمتْ،.... وذاك قليل جدا. والخلاصة : من علامات معرفة الفعل ، تاء الفاعل ، والتي للتأنيث ... قال ابن مالك : " .... و يا افعلي /.........". يريد ؛ أن الياء التي يقصد بها خطاب المؤنث، هي مما تختص بالفعل لا بالاسم ولا بالحرف. مثل قولك لحقوقية : "احذري خطاب الفتنة".
فلفظ "احذري"، فعل، لوجود ياء المخاطبة في آخره ، للتدليل على أن الخطاب موجه لأنثى. ولا تكون الا في محل رفع فقط. وإنما قال المصنف : " ياء افعلي" تمثيلا، ولم يطلق في الياء ، لأن الإطلاق يقتضي دخول ياء المتكلم، وليست خاصة بالفعل، بل هي مشتركة بينه وبين أخويه. مثل قوله تعالى : " رب أوزعني أن اشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي". ف'ياء أوزعني وعلي ووالدي'، للمتكلم لا للمؤنثة المخاطبة. ثم تمم علامات الفعل بقوله : "..... و نون أقبلن فعل ينجلي" ومراده : أن من علامات تمييز الفعل عن أخويه، دخول نون التوكيد عليه بقسميها. فقولك : " لأنتقلنَّ في الحركة الوطنية، أو ليكوننْ في النفس حسرة". فقولك : " لأنتقلنّ"، فعل ؛ لوجود نون التوكيد المشددة. ومثله : " ليكونن" بالتخفيف. لأن هذه ، مختصرة من تلك. وقيل هما متباينان. وهذه العلامات، منقسمة على جنس الفعل ، ولا تختص بماضيه أو مضارعه أو أمره، وسيبين الناظم هذا الإجمال ويفسره بعد.
والتقدير : فعل ينجلي ويظهر من أخويه، بتاء فعلت، وتاء أتت، وياء افعلي، ونون اقبلن"
باب تمييز الحرف من أخويه وذكر أنواعه. قال ابن مالك رحمه الله : "سِوَاهُمَا الْحَرْفُ كَهَلْ وَفِي وَلَمْ" الحرف لغة:" طرف الشيء وغايته... ويقال للكُم ، حرف، لانه طرف القميص، وفي موضوعنا ، هو طرف الأنواع وآخرها ونهاية تعدادها. واصطلاحا : " كلمة دلت على معنى في غيرها ولم تقترن بأحد الأزمنة الثلاثة". ومقصود الناظم : أن مالا يصلح لقبوله خواص الاسم وخواص الفعل قل فيه حرف. ثم مثل لأنواع الحروف بقوله : (.....كهل.......). وهي حرف استفهام ، يؤتى بها لقلب معنى الجملة من خبرية إلى طلبية استفهامية.
فتقول في الاخبار : " البرد قارس". وفي الاستفهام : " هل البرد قارس"؟ . وتدخل على الأسماء والافعل معا . تقول في اقترانها بالفعل مستفهما : "هل سقط الثلج على جبل الأقرع"؟.
(جبل فوق مدينة شفشاون). وفي الجملة نفسها مخبرا : "سقط الثلج على جبل الأقرع".
(........وفي .....)
ومعناها الظرفية، وهي خاصة بالأسماء، مثل قولك : " أنا في المسجد".
(........لم.......). وهي حرف جزم للفعل المضارع لفظا، ولقلبه إلى المضي معنا. فتقول : " لم أقم من مجلسي منذ الظهر الا للصلاة". ف(هل وفي ولم) حروف لعدم قبولها لعلامات الاسم أو الفعل إذ لا يقال :"يافي" ولا "فينَّ"، ولا " الهَل" ولا "هلتْ........" ومراده : سوى الاسم والفعل حرف، أي غير القابل لعلامة أحدهما اجعله قسما ثالثا وسميه حرفا. وذلك مثل : ' هل وفي ولم...' لذا قيل : والحرف ما ليست له علامة// ترك العلامة له علامة. وقال ابن مالك في التسهيل : الاسم والفعل والحرف مثل حروف: ج ح خ . فالحرف منزلة "ح" خيف من نقطها بواحدة من أسفل الالتباس بالجيم، أو من فوق للاتباس بالخاء..... فتركت بدون ذلك، ومثل الحرف مع أخويه مثل هذا... يرجع ذلك إلى الوضع لا إلى مجرد التفنن، فالعرب خصوا "مِنْ" بالجر ، وجعلوها أداة لبيان المعنى المبهم فيها ، والتي لا تستقل بالدلالة عليها الا في غيرها وهذا من عمل الحروف عندهم.... وخصوا "مَن" بمواقع متعددة نصبا ورفعا وجرا ، وافتقرت عندهم إلى الصلة ، وأبهموها في العاقل المتعدد، واستقلت بالمعنة ، فعلم أنها اسم.. و"إن" كذلك، لكونها أداة للتأكيد ولا يمكن أن تكون اسما، لأنه لو قيل فيها ذلك ، لكان التأكيد منحصرا في أداة واحدة ،
=======
شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات- الدرس السادس
" معرفة الفعل المضارع". فصل في معرفة الفعل المضارع. ما هو المضارع ؟ قالوا: هو المشابه ؛ لأن المضارعة تعني المشابهة. فيكون المضارع شبيها بماذا؟ قالوا شبيه باسم "الفاعل" في الحركات والسكنات وعدد الحروف. فيضرب مثلا شبيه بضارب في عدد حروفه—أربعة—وفي وجود متحرك فيهما ثم ساكن يلي فتحهما معا ثم كسر وضم... قال ابن مالك رحمه الله: ( فعل مضارع يلي لم كيشم). لما ذكر الناظم رحمه الله علامات الأفعال إجمالا ، ذكر هنا ذلك تفصيلا ، غير أنه اقتصر على ذكر بعض ما يخص كل فعل دون تفصيل منه في ذلك. فأخبر هنا ، أن الفعل المضارع يمتاز عن أخويه بكونه يأتي تابعا ل"لم" ، فكل فعل مضارع قابل لدخول لم عليه، مثل (لم تنته الحرب بعد) . ومثل لم في ذلك ، أخواتها من الجوازم. وبعبارة جامعة : الفعل المضارع ما كان يقبل دخول "لم" عليه. وعليه فكل لفظ وجدته مقرونا بلم فاعلم أنه فعل مضارع. ومثل الناظم رحمه للمضارع وهو مجرد من لم ، فقال : ( كيشم) . يقصد أن "يشم" يقبل لم، وقبوله لها، دال على مضارعته. فتقول "لم يشم" . ومثله في هذا باقي الأفعال: لم يقم/لم يسافر/لم يستشعر المسؤولية.===
شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات- الدرس السابع
( معرفة الفعل الماضي)
مفهومه
٢/علاماته. قال ابن مالك رحمه الله : ْ "وَمَاضِيَ الأَفْعَالِ بِالتَّا مِز.....' ومقصوده : أن الفعل الماضي ، يتميز عن المضارع والأمر بلحوق 'التاء' . والألف واللام في "التاء " للعهد الذكري، والمعهود قوله سابقا:" بتا فعلتَ......." ١/ فما هو الفعل الماضي ؟ الفعل الماضي : هو لفظ دل على حدث وقع في الزمان الماضي واختص بالتاء. سواء التي للتأنيث ، مثل : " فازتْ سعاد". أو التي للفاعل مطلقا مثل : " أضربتَُ عن العمل" فتحا وضما "وضربتِ عن العمل" للمؤنث. ٢/ ما هي علاماته.؟ ذكر ابن مالك رحمه الله من علامات الفعل الماضي: ١/ "التاء" فقط. كما هو صريح كلامه. وهي علامة مختصة به. فقولك مثلا: 'قمتُ/قمتَ/ قمتِ/ وقامتْ...' هي خاصة بالدخول على الفعل الماضي. ٢/ ويغلب مجيؤه على "فَعَلَ" مثل : ضرب وخرج وأكل.... ولهذا النوع من الأفعال اوزان خاصة يأتي ذلك في آخر الألفية إن شاء الله تعالى.
خلاصة القول
====
شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات- الدرس الثامن
قال ابن مالك : وَسِم بِالنُّوْنِ فِعْلَ الأَمْرِ إِنْ أَمْرٌ فُهِمْ. قوله "سِم" بمعنى علِّم، لان الوسم ، تعليم الشيء وتمييزه حتى لا يختلط بغيره. والمعنى : سم فعل الأمر بالنون، أي اجعلها علامة تميزه بها عن أخويه. ١/ فما مفهوم فعل الأمر ؟ ٢/ وما علاماته؟ ١/ الأمر ويقال له الطلب أيضا : {لفظ دل على طلب وقوع الفعل في الزمان المستقبل}. فقولك مثلا : اقرأ/تُب/نَم/كُل... كلها ألفاظ طُلب من المخاطب بها إحداث فعل في المستقبل. ٢/ ما علاماته ؟ يجيب ابن مالك بقول : (وسم بالنون فعل الأمر). - "نوني التوكيد" - يعني ان فعل الأمر هو الذي يدل على الطلب ويتميز عن أخويه بقبوله للنون. وال في قوله "بالنون" للعهد ، والمعهود قوله سابقا: "ونون اقبلن". فشمل الخفيفة مثل: (إني ناصحك فاسمعنْ كلامي) فلفظ "اسمعنْ" فعل أمر لقبوله نون التوكيد الخفيفة، ومثلها الشديدة ك"اصبرنَّ على الفتن". فإن دل على الأمر بنفسه ، لا بواسطة، كالمضارع المقرون باللام...... مثل : اسمعنْ/واصبرنّ. كما سبق ، فقال فيه "فعل أمر "، للحوق نون التوكيد له كما علمت. س/فإن دل على الأمر ولم يقبل النون فما نقول فيه؟ فعل أمر لا يقبل النون!!! أجاب ابن مالك رحمه الله بقوله : "'وَالأَمْرُ إِنْ لَمْ يَكُ لِلنّوْنِ مَحَلْ فِيْهِ هُوَ اسْمٌ نَحْوُ صَهْ وَحَيَّهَل'" والمعنى : ما دل على الأمر بمعناه ، ولم يقبل النون السابقة، لا تقل فيه فعل أمر، بل قل فيه: " اسم فعل". مثل : " صهْ". فهو موضوع لأداء معنى مثل الأمر، لكنه لا يقبل النون، فلا يقال : "صهنّْ" لعدم الورود، ولا "حَيّهلنّ". وإنما ذكر المصنف هذا القسم ، لئلا يتوهم متوهم أنه منه، ففصّل جمعا للباب، وذكرا للنظير قربَ نظيره ببيان ما يميزه عنه. ولابن مالك رحمه الله باب خاص ب"أسماء الأفعال.."====
شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات- الدرس التاسع باب : ( المعرب والمبني). اعلم أن الأصل في الاسم أن يكون معربا لا مبنيا لاستقلاله وعدم افتقاره لشيء في كثير من المواطن. ولذا كانت علة البناء في الأسماء، هي خروجه عن أصله الاستقلالي إلى الافتقار . وأقصد بالاستقلال : "بقاء الاسم على أصله غير شبيه بالفعل ولا بالحرف" وأصالته هي علة الاعراب في نفسها ، وهو رأي البصريين الذين يرون أن السؤال عن إعراب الاسم لا يتجه، لكونه جاء على أصله. وعبر الناظم "بالمعرب والمبني " بدل الإعراب والبناء ؛ لكون افراد المعرب ذُكرت داخل الباب بأعيانها. ولو عبر بالمصدر، لاقتضى ذكر الأفراد تمثيلا. ١/ فما مفهوم الإعراب إذن؟ الإعراب لغة : البيان والتغير والانتقال..... فمن الأول : " أعرب عن مراده". ومن الثاني : " أَعرب الجو". ومن الثالث : " أعربتُ من مكان إلى آخر". واصطلاحا—على أنه لفظي - كما هو اختيار ابن مالك تبعا للبصريين : "نفس حركة الإعراب ونفس ما ناب منابها لدخول العامل" فتكون الحركةُ نفسه إعرابا لا علامة إعراب. ٢/ وما هو البناء ؟ البناء لغة : " وضع شيء على آخر."إما حسا كالبناء أو معنا كبناء الفروع على الأصول.ولمعلولات على عللها. البناء اصلاحا : "هو ما يلزم طريقة واحدة مهما اختلفت العوامل." فلو قلت : "جاء هذا"." ورأيت هذا". "ومررت بهذا". ف"هذا"، مبنبية على سكون الألف في الأحوال كلها، والمحل بحسب العامل
===========

==========

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج10. الادب المفرد للبخاري {من1182 الي1322 }

  ج10. الادب المفرد للبخاري {من 1182 الي 1322  }   المحتويات المقدمة باب الاحتباء باب من برك على ركبتيه باب الاستلقاء باب الضجعة...