========الشيخ ====محمد راتب النبولسي =======
========================
الروابط
https://mawdoo3.com/%D9%85%D8%A7_%D9%87%D9%88_%D8%B9%D9%82%D9%88%D9%82_%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86
ما هو عقوق الوالدين
ذات صلة بعض مظاهر عقوق الوالدين ما عقوبة عقوق الوالدين ما هو عقوق الآباء للأبناء كيف اتوب من عقوق الوالدين محتويات ١ تعريف عقوق الوالدين ٢ عقوق الوالدين كبيرة من الكبائر ٣ مظاهر عقوق الوالدين ٤ المراجع ما هو عقوق الوالدين تعريف عقوق الوالدين العقوق لغةً هو إغضاب الوالدين، وعدم برّهما بترك الإحسان لهما،[١] ويشمل العقوق أيضاً التقصير في أداء حقوق الوالدين على الابن، والإساءة إليهما،[٢] وعقوق الوالدين والعقوق اصطلاحاً هو كلّ فعل أو قول يخرج من الأبناء يؤذي الوالدين إيذاءاً بالغاً،[٣] وقد عرّف كعب الأحبار بأنّ العقوق هو عدم طاعة الولد أبويه أو أحدهما، وخيانة أمانتهما، وعصيانهما في أوامرهما، وإذا أقسما عليه لم يبّرهما، وإذا طلبا منه شيئاً لم يعطهما إياه،[٤] والصغيرة في حقّ الوالدين كبيرة، فمن فعل شيئاً يؤذي والديه ولو كان صغيرة فمن حقّهما عليه أصبح كبيرة، ويدخل في ذلك عصيانهما في أمرهما أو نهيهما فيما يعتقدان أنّ فيه ضرراً على الولد في نفسه أو جسده أو ماله، أو الغياب عنهما فترات طويلة في أمر ليس فيه طاعة لله -تعالى-؛ كطلب العلم والرزق، أو السفر الطويل مما يشقّ به عليهما، ويخرج من ذلك الجهاد الواجب.[٥] عقوق الوالدين كبيرة من الكبائر عدّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عقوق الوالدين كبيرة من الكبائر وذلك حين سُئل عن الكبائر؛ فقال: (الشِّرْكُ باللَّهِ، وقَتْلُ النَّفْسِ، وعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ)،[٦][٧] وفي مقابل النهي عن عقوق الوالدين أمر الله -تعالى- ببرّهما، والتودّد لهما، والدعاء لهما، وحفظ معروفهما، قال -تعالى-: (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)،[٨] وقد بيّنت الآية -السابقة الذكر- أنّ للولد أن يعصي والديه ولا يطيعهما فقط في حال أمراه بأن يشرك بالله -تعالى-، أو أمراه بمعصية؛ فطاعة الله -تعالى- فوق طاعة المخلوقين، مع بقاء المعروف والمعاملة بالحسنى، قال -عزّ وجلّ-: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا).[٩][١٠] مظاهر عقوق الوالدين تتعدّد صور وأشكال عقوق الأبناء لوالدين، ومن هذه الأساليب ما يأتي:[١١] التسبب في حزن الوالدين قولاً أو فعلاً، والتقصير في أداء حقّهما. الإساءة إليهما برفع الصوت عليهما وتوبيخهما، قال -تعالى-: (وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا).[١٢] إظهار التبرّم والضجر من طلباتهما، والتأفّف منها، وإظهار الاستثقال من ذلك؛ وقد نهى الله -تعالى- عن ذلك؛ فقال: (فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ).[١٣] سوء الخلق معهما بالعبوس في وجههما وإغلاظ القول لهما. النظر إليهما باحتقار وازدراء وحنق. إصدار الأوامر لهما وطلب الخدمة منهما، خصوصاً إن كانا عاجزين أو كبيرين. التأفّف من الطعام الذي تعدّه الأم ونقده والتعييب عليه؛ الأمر الذي يحزنها ويكدّر عليها، وهذا ممّا تنزّه عنه الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ ففي الحديث الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (ما عَابَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ طَعَامًا قَطُّ، إنِ اشْتَهَاهُ أكَلَهُ وإلَّا تَرَكَهُ).[١٤] عدم معاونتهما في أمور المنزل من تنظيف وإعداد طعام وشراء حاجات المنزل ونحوه. مقاطعة الوالدين عند حديثهما، أو ترك الإصغاء لهما، وصرف الوجه عنهما والانشغال بشيء آخر، أو جدالهما فيما يقولانه، أو تكذيب قولهما. ترك أخذ رأيهما أو استشارتهما في أمور الحياة المختلفة. ترك طلب الإذن بالدخول عليهما أو إلقاء السلام عليهما؛ فقد يراهما في حال تسوؤهما. الاختلاف والنزاع مع النّاس أو الإخوة في حضورهما، وهذا يقلقهما ويحزنهما. ذكر الوالدين أمام الناس بما يكرهان من عيوب ونقائص. سبّ الوالدين، أو التسبب بسبّهما؛ كأن يسبّ والد أحدهم فيرد الشتيمة بشتم والديه أو أحدهما، وقد نهى الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك؛ فقال: (مِنَ الكَبائِرِ شَتْمُ الرَّجُلِ والِدَيْهِ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، وهلْ يَشْتِمُ الرَّجُلُ والِدَيْهِ؟ قالَ: نَعَمْ يَسُبُّ أبا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أباهُ، ويَسُبُّ أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ).[١٥] إفساد أهل البيت من والدين وأخوة بإدخال المنكرات إليه، أو فعل المنكرات أمامهم وتكرار ذلك، ومن هذه المنكرات شرب الدخان أو الخمر، أو ترك القيام للصلاة المفروضة، أو إدخال الصحبة السيئة إلى البيت. فعل ما يعود على الوالدين بالسمعة السيّئة والخزي والعار، وذلك بالقيام بالأفعال المعيبة في المجتمع أو تلك التي تتنافى مع المروءة والأخلاق. التسبّب لهما بالحرج بالقيام بأمور غير لائقة؛ كالاستدانة وعدم السداد، أو سوء الأدب في المدرسة. إقلاق الوالدين بالغياب الطويل خارج المنزل، أو العودة المتأخّرة للمنزل، ممّا يزيد من خوفهما على الولد، أو حاجتهما إلى من يقوم على خدمتهما فلا يجدانه. إثقال كاهل الوالدين بالطلبات، فلا يكتفي الولد بما يوفّره والديه، إنّما يطلب منهما ما لا يستطيعان توفيره. تقديم طاعة الزوجة على طاعة الوالدين، والإساءة لهما بسببها؛ كطردهما أو رفع الصوت عليهما ونحوه، وإظهار الأدب والمودّة للزوجة وسوء الأدب والغلظة للوالدين. إهمالهما والتخلّي عنهما عندما يكبران ويصبحان بحاجة له. الخجل والتبرّء منهما والترّفع عن الانتساب لهما. ضربهما والاعتداء عليهما جسديّاً. التخلّي عنهما وزجّهما في بيوت العجزة، وتركهما هناك دون زيارتهما أو الاطمئنان عليهما. ترك أمرهما بالمعروف ونهيهما عن المنكر، وإن رآهما في معصية لم ينصحهما بتركها. عدم الإنفاق على الوالدين، وإمساك اليد عن إكرامهما، وتركهم للحاجة والفقر. الامتنان عليهما بما يؤدّيه لهما الابن من معروف. سرقة الوالدين؛ بسرقة المال دون علمهما، أو أخذ شيء يمتلكانه بالاحتيال عليهما؛ فيقترف الابن بذلك ذنبين هما السرقة والعقوق. التألّم أمامها من مرض أو همّ، وهذا يقلقهم ويحزنهم. السفر الطويل والغياب عنهما دون حاجة. تمنّي موتهما والتخلّص منهما ليرثهما الابن أو لينزاح عن كاهله همّ خدمتها والإنفاق عليهما، وقد يصل الأمر إلى قتلهما أو قتل أحدهما.
===========
الموضوع الثاني
عقوق الوالدين أسبابه وأضراره هديل البكري تمت الكتابة بواسطة: هديل البكري آخر تحديث: ١٣:١٨ ، ١٤ يناير ٢٠٢١ ذات صلة ما أسباب عقوق الوالدين تعبير عن عقوق الوالدين ما عقوبة عقوق الوالدين بعض مظاهر عقوق الوالدين محتويات ١ عقوق الوالدين أسبابه وأضراره ٢ أقوال السلف في عقوق الوالدين ٣ ما يعين على بر الوالدين ٤ مفهوم عقوق الوالدين ٥ المراجع عقوق الوالدين أسبابه وأضراره عقوق الوالدين أسبابه وأضراره أسباب عقوق الوالدين تتعدّد الأسباب التي من شأنها أن تؤدّي إلى عقوق الوالدين، ومن هذه الأسباب:[١][٢][٣] التَّقصير في التَّربية، وعادةً ما يشترك الوالدين بذلك مع أبنائهم، فتقصير الوالدين في تربية الأبناء على منهج القرآن الكريم وعلى سنّة النّبي -صلى الله عليه وسلّم-، وعدم الحرصِ على تعليمهم تعاليمَ الدّين؛ من صلاةٍ، وصيامٍ، وصدقةٍ، وغيرها من العبادات، والأخلاق الحميدة؛ من شأنِه أن يتسبَّب في أن يعقّ الأبناء آبائهم. عقوق الوالدين أنفسهم لآبائهم في السّابق قد يؤدّي إلى عقوق أبنائهم لهم، فيكون الجزاء من جنس العمل. ابتلاءٌ وامتحانٌ من الله -تعالى-، فقد يقوم الوالديْن بتربية أبنائهما تربيةً سليمةً مُشتملةً على مكارم الأخلاقِ، ومع ذلك يقابلهم الأبناء بالإساءة والعقوق ولا ينبغي للأبناء أن يقوموا بالتّقصير في طاعة آبائهم بحجّة تقصير الوالدين بتربيتهم، فطاعة الوالدين واجبةٌ في كلِّ الأحوال ما لم يكن في طاعتهما مخالفةٌ لأمر الله -سبحانه-، كما أن الإحسان إليهما واجبٌ وإن كانا على غير دين الإسلام. الجهل بفضل برّهما وعِظم ثواب ذلك عند الله -سبحانه-، والجهل بالمقابل بسوء عاقبة عقوقهما وعاقبته السيّئة. تناقض أفعال الوالدين عند تعليم أبنائهما الأخلاق والعبادات، والغفلة عن القيام بها أو مخالفتها؛ يدعو الأبناء إلى التقصير وعدم الطاعة. صحبة السوء من أكثر ما يدعو ويشجّع الابن على العقوق. الخصومة بين الوالدين التي تنتهي بالطلاق إلى خلق عدم احترام الأبناء لوالديهم؛ فيقوم الأب مثلاً في بعض الأحيان بتحريض الأولاد على والدتهم بذكر صفاتها السيّئة، وتقوم الأُمّ بفعل نفس الشيء مع أبنائها. عدم العدل بين الأبناء، ممّا يدعو إلى بثّ روح البغضاء والشحناء بين الأبناء والآباء، وقد يتزوّج الابن فيُبتلى بزوجةٍ سيّئة الخُلُق تدعوه إلى عدم الاعتناء بوالديه والتخلّص منهما. أضرار عقوق الوالدين يُعدّ عقوق الوالدين من أكثر ما يتسبَّب بدمار الأُسرة، فقد يؤدّي إلى تخلّي الوالد عن ولده، ويعيش الوالدين حياةً مليئةً بالقهر والقلق والشّقاء، ولا يمكن لأيٍّ منهما أن يمارس حياته بشكلٍ طبيعيٍّ،[٤] كما أنَّ العقوق من الكبائر التي تؤدّي إلى غضب الله -تعالى-، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الكَبَائِرِ؟ ثَلَاثًا، قالوا: بَلَى يا رَسُولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْرَاكُ باللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ -وَجَلَسَ وَكانَ مُتَّكِئًا فَقالَ- أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ، قالَ: فَما زَالَ يُكَرِّرُهَا حتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ)،[٥] كما يُحرم العاقّ لوالديه من دخول الجنّة ولذة النظر إلى وجه الله -سبحانه-، فالله لا ينظر إلى من قصَّر في أداء حقوق والديه، يقول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثةٌ لا ينظرُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ إليهم يومَ القيامةِ؛ العاقُّ لوالِدَيهِ، والمرأةُ المترجِّلةُ، والدَّيُّوثُ، وثلاثةٌ لا يدخُلونَ الجنَّةَ: العاقُّ لوالِدَيهِ، والمدمِنُ على الخمرِ، والمنَّانُ بما أعطى)،[٦] ولا يردّ الله دعوة الوالد إذا دعا على ابنه العاقّ، وبذلك يجد العاقّ عقوبة عقوقه في الدنيا والآخرة، جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ثلاث دعواتٍ مستجاباتٌ: دعوةُ المظلومِ، ودعوةُ المسافرِ، ودعوةُ الوَالِد على وَلدهِ).[٧][٨] أقوال السلف في عقوق الوالدين كان الّسلف الصالح -رضوان الله عليهم- يُدركون عِظم عاقبة العاقّ لوالديه، يقول كعب الأحبار -رحمه الله- إن العقوق من أسباب تعجيل العقوبة، وحرمان البركة في العمر، بخلاف البارّ بوالديه الذي يجد البركة في عمره ورزقه،[٩] وأشار عمر بن عبد العزيز على النّاس أن لا يتوقّعوا من العاقّ أن يودَّهم ولو أجزلوا له بالودّ والعطاء، فكيف له أن يَفعل ذلك وقد آذى بأقرب الناس إليه؟![١٠] وقد كانت نصيحة أهل الحكمة لعامة الناس أن لا يُجالسوا أو يُصادقوا عاقّاً، فهو غير جديرٍ بالصداقة؛ لِما كان منه من العقوق لمن هم أشدّ حقّاً عليه من الصَّديق،[١١] وقد ضرَب الصحابة والتابعين في البرّ أروع الأمثلة، فهذا عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب المسمّى بزَيْن العابدين؛ كان يبرّ أُمَّه بِراً عظيماً، حتى سُئل يوماً عن امتناعه عن الأكل مع أُمّه بنفس الوقت رغم برِّه لها، فأجاب قائلاً: "أخاف أن تسبق يدي إلى ما قد سبقت عينها إليه، فأكون قد عققْتها"، وكذلك الحال مع محمد بن سيرين؛ فقد كان حال جلوسه مع أُمّه كالمريض من شدّة تواضعه لها، فقد قال عنه ابن عون -رحمه الله-: "إن محمدًا إذا كان عند أمه لو رآه رجلٌ ظنّ أن به مرضًا من خفض كلامه عندها".[١٢] ما يعين على بر الوالدين إنّ ممّا يُعين العبد على برِّ والديه الاستعانة بالله -سبحانه-، واستحضار أجر البرّ، وعاقبة العقوق، وفضل والديه العظيم عليه، والإكثار من مجالسة الصالحين البارِّين، والحرص على القراءة في قصص أهل البرّ والإحسان لوالديهم،[١٣] ومن الأسباب التي تُعين الإنسان على البِرّ: الإكثار من التوجّه إلى الله -تعالى- بالتضرّع والدّعاء بأن يُكرمه بالبرّ، ويُعيذه من العقوق ومن سوء عاقبته، وأن يُذَّكر الإنسان نفسه بأنَّه قد يأتي يوم يفقد فيه والديه، فأحوال الدُنيا لا تدوم، والفقد سُنَّةٌ مُقدَّرةٌ على الناس عاجلاً أم آجلاً، فمن أدرك والديه وهُما على قيد الحياة؛ فقد أدرك نعمةً عظيمة حُرِم منها الكثير من الناس، ووجب عليه الإحسان إليهما، وممّا يُعين على البرّ استحضار رضا الله -تعالى- على هذا الفعل الحسن؛ ممَّا يُشوّق الابن إلى الاستزادة من البرّ والإحسان، فالابن البار في طاعةٍ دائمةٍ لله -عزّ وجلّ-.[١٤] مفهوم عقوق الوالدين يُعرّف عقوق الوالدين بأنَّه إلحاق الضرر بهما؛ بإغضابهما وعدم تقديم المساعدة لهما،[١٥] وللعلماءِ تعريفاتٌ متقاربةٌ لعقوق الوالدين، حيث يعرّفه ابن الصلاح بأنه الفعل الذي يؤذي الوالدين أذىً غير هيّن، ويوافقه في التعريف قول ابن عطية بأنَّ العقوق يتمََثَّل في إلحاق أنواع الأذى بالوالدين؛ سواء أكان بالكلام أم بالفعل،[١٦] ويكون العقوق بمخالفة الوالدين في الأمور التي لا يوجد فيها معصية، كما أنّ برّهما يكون بالتواضع والإحسان إليهما، أمَّا إذا كان أمرهم لأبنائهم يشتمل على معصيةٍ تؤدّي إلى غضب الله -تعالى-؛ فلا طاعة لهما حينئذٍ، وتكون طاعتهما في المباحات والمندوبات والواجبات،[١٧] ومن علامات عقوق الأبناء لآبائهم وأمّهاتهم؛ إدخال الحزن على قلبيْهما، والتسبّب في بكائهما، والتجرّؤ برفع الصوت عليهما، والغِلظة والقسوة في التعامل معهما، وعدم المسارعة إلى القيام بخدمتهما أو تقديم المساعدة لهما عند الحاجة، والعبوس في وجهيْهما والتأفّف والتضجّر منهما.[١٨]
===========
الموضوع الثاني
عقوق الوالدين أسبابه وأضراره هديل البكري تمت الكتابة بواسطة: هديل البكري آخر تحديث: ١٣:١٨ ، ١٤ يناير ٢٠٢١ ذات صلة ما أسباب عقوق الوالدين تعبير عن عقوق الوالدين ما عقوبة عقوق الوالدين بعض مظاهر عقوق الوالدين محتويات ١ عقوق الوالدين أسبابه وأضراره ٢ أقوال السلف في عقوق الوالدين ٣ ما يعين على بر الوالدين ٤ مفهوم عقوق الوالدين ٥ المراجع عقوق الوالدين أسبابه وأضراره عقوق الوالدين أسبابه وأضراره أسباب عقوق الوالدين تتعدّد الأسباب التي من شأنها أن تؤدّي إلى عقوق الوالدين، ومن هذه الأسباب:[١][٢][٣] التَّقصير في التَّربية، وعادةً ما يشترك الوالدين بذلك مع أبنائهم، فتقصير الوالدين في تربية الأبناء على منهج القرآن الكريم وعلى سنّة النّبي -صلى الله عليه وسلّم-، وعدم الحرصِ على تعليمهم تعاليمَ الدّين؛ من صلاةٍ، وصيامٍ، وصدقةٍ، وغيرها من العبادات، والأخلاق الحميدة؛ من شأنِه أن يتسبَّب في أن يعقّ الأبناء آبائهم. عقوق الوالدين أنفسهم لآبائهم في السّابق قد يؤدّي إلى عقوق أبنائهم لهم، فيكون الجزاء من جنس العمل. ابتلاءٌ وامتحانٌ من الله -تعالى-، فقد يقوم الوالديْن بتربية أبنائهما تربيةً سليمةً مُشتملةً على مكارم الأخلاقِ، ومع ذلك يقابلهم الأبناء بالإساءة والعقوق ولا ينبغي للأبناء أن يقوموا بالتّقصير في طاعة آبائهم بحجّة تقصير الوالدين بتربيتهم، فطاعة الوالدين واجبةٌ في كلِّ الأحوال ما لم يكن في طاعتهما مخالفةٌ لأمر الله -سبحانه-، كما أن الإحسان إليهما واجبٌ وإن كانا على غير دين الإسلام. الجهل بفضل برّهما وعِظم ثواب ذلك عند الله -سبحانه-، والجهل بالمقابل بسوء عاقبة عقوقهما وعاقبته السيّئة. تناقض أفعال الوالدين عند تعليم أبنائهما الأخلاق والعبادات، والغفلة عن القيام بها أو مخالفتها؛ يدعو الأبناء إلى التقصير وعدم الطاعة. صحبة السوء من أكثر ما يدعو ويشجّع الابن على العقوق. الخصومة بين الوالدين التي تنتهي بالطلاق إلى خلق عدم احترام الأبناء لوالديهم؛ فيقوم الأب مثلاً في بعض الأحيان بتحريض الأولاد على والدتهم بذكر صفاتها السيّئة، وتقوم الأُمّ بفعل نفس الشيء مع أبنائها. عدم العدل بين الأبناء، ممّا يدعو إلى بثّ روح البغضاء والشحناء بين الأبناء والآباء، وقد يتزوّج الابن فيُبتلى بزوجةٍ سيّئة الخُلُق تدعوه إلى عدم الاعتناء بوالديه والتخلّص منهما. أضرار عقوق الوالدين يُعدّ عقوق الوالدين من أكثر ما يتسبَّب بدمار الأُسرة، فقد يؤدّي إلى تخلّي الوالد عن ولده، ويعيش الوالدين حياةً مليئةً بالقهر والقلق والشّقاء، ولا يمكن لأيٍّ منهما أن يمارس حياته بشكلٍ طبيعيٍّ،[٤] كما أنَّ العقوق من الكبائر التي تؤدّي إلى غضب الله -تعالى-، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الكَبَائِرِ؟ ثَلَاثًا، قالوا: بَلَى يا رَسُولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْرَاكُ باللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ -وَجَلَسَ وَكانَ مُتَّكِئًا فَقالَ- أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ، قالَ: فَما زَالَ يُكَرِّرُهَا حتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ)،[٥] كما يُحرم العاقّ لوالديه من دخول الجنّة ولذة النظر إلى وجه الله -سبحانه-، فالله لا ينظر إلى من قصَّر في أداء حقوق والديه، يقول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثةٌ لا ينظرُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ إليهم يومَ القيامةِ؛ العاقُّ لوالِدَيهِ، والمرأةُ المترجِّلةُ، والدَّيُّوثُ، وثلاثةٌ لا يدخُلونَ الجنَّةَ: العاقُّ لوالِدَيهِ، والمدمِنُ على الخمرِ، والمنَّانُ بما أعطى)،[٦] ولا يردّ الله دعوة الوالد إذا دعا على ابنه العاقّ، وبذلك يجد العاقّ عقوبة عقوقه في الدنيا والآخرة، جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ثلاث دعواتٍ مستجاباتٌ: دعوةُ المظلومِ، ودعوةُ المسافرِ، ودعوةُ الوَالِد على وَلدهِ).[٧][٨] أقوال السلف في عقوق الوالدين كان الّسلف الصالح -رضوان الله عليهم- يُدركون عِظم عاقبة العاقّ لوالديه، يقول كعب الأحبار -رحمه الله- إن العقوق من أسباب تعجيل العقوبة، وحرمان البركة في العمر، بخلاف البارّ بوالديه الذي يجد البركة في عمره ورزقه،[٩] وأشار عمر بن عبد العزيز على النّاس أن لا يتوقّعوا من العاقّ أن يودَّهم ولو أجزلوا له بالودّ والعطاء، فكيف له أن يَفعل ذلك وقد آذى بأقرب الناس إليه؟![١٠] وقد كانت نصيحة أهل الحكمة لعامة الناس أن لا يُجالسوا أو يُصادقوا عاقّاً، فهو غير جديرٍ بالصداقة؛ لِما كان منه من العقوق لمن هم أشدّ حقّاً عليه من الصَّديق،[١١] وقد ضرَب الصحابة والتابعين في البرّ أروع الأمثلة، فهذا عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب المسمّى بزَيْن العابدين؛ كان يبرّ أُمَّه بِراً عظيماً، حتى سُئل يوماً عن امتناعه عن الأكل مع أُمّه بنفس الوقت رغم برِّه لها، فأجاب قائلاً: "أخاف أن تسبق يدي إلى ما قد سبقت عينها إليه، فأكون قد عققْتها"، وكذلك الحال مع محمد بن سيرين؛ فقد كان حال جلوسه مع أُمّه كالمريض من شدّة تواضعه لها، فقد قال عنه ابن عون -رحمه الله-: "إن محمدًا إذا كان عند أمه لو رآه رجلٌ ظنّ أن به مرضًا من خفض كلامه عندها".[١٢] ما يعين على بر الوالدين إنّ ممّا يُعين العبد على برِّ والديه الاستعانة بالله -سبحانه-، واستحضار أجر البرّ، وعاقبة العقوق، وفضل والديه العظيم عليه، والإكثار من مجالسة الصالحين البارِّين، والحرص على القراءة في قصص أهل البرّ والإحسان لوالديهم،[١٣] ومن الأسباب التي تُعين الإنسان على البِرّ: الإكثار من التوجّه إلى الله -تعالى- بالتضرّع والدّعاء بأن يُكرمه بالبرّ، ويُعيذه من العقوق ومن سوء عاقبته، وأن يُذَّكر الإنسان نفسه بأنَّه قد يأتي يوم يفقد فيه والديه، فأحوال الدُنيا لا تدوم، والفقد سُنَّةٌ مُقدَّرةٌ على الناس عاجلاً أم آجلاً، فمن أدرك والديه وهُما على قيد الحياة؛ فقد أدرك نعمةً عظيمة حُرِم منها الكثير من الناس، ووجب عليه الإحسان إليهما، وممّا يُعين على البرّ استحضار رضا الله -تعالى- على هذا الفعل الحسن؛ ممَّا يُشوّق الابن إلى الاستزادة من البرّ والإحسان، فالابن البار في طاعةٍ دائمةٍ لله -عزّ وجلّ-.[١٤] مفهوم عقوق الوالدين يُعرّف عقوق الوالدين بأنَّه إلحاق الضرر بهما؛ بإغضابهما وعدم تقديم المساعدة لهما،[١٥] وللعلماءِ تعريفاتٌ متقاربةٌ لعقوق الوالدين، حيث يعرّفه ابن الصلاح بأنه الفعل الذي يؤذي الوالدين أذىً غير هيّن، ويوافقه في التعريف قول ابن عطية بأنَّ العقوق يتمََثَّل في إلحاق أنواع الأذى بالوالدين؛ سواء أكان بالكلام أم بالفعل،[١٦] ويكون العقوق بمخالفة الوالدين في الأمور التي لا يوجد فيها معصية، كما أنّ برّهما يكون بالتواضع والإحسان إليهما، أمَّا إذا كان أمرهم لأبنائهم يشتمل على معصيةٍ تؤدّي إلى غضب الله -تعالى-؛ فلا طاعة لهما حينئذٍ، وتكون طاعتهما في المباحات والمندوبات والواجبات،[١٧] ومن علامات عقوق الأبناء لآبائهم وأمّهاتهم؛ إدخال الحزن على قلبيْهما، والتسبّب في بكائهما، والتجرّؤ برفع الصوت عليهما، والغِلظة والقسوة في التعامل معهما، وعدم المسارعة إلى القيام بخدمتهما أو تقديم المساعدة لهما عند الحاجة، والعبوس في وجهيْهما والتأفّف والتضجّر منهما.[١٨]
=============================
الموضوع الثالث
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق